بحث هذه المدونة الإلكترونية

أنا امبراطور أنا ملك

د. مصطفى محمود (رحمه الله)

لا تصدقني إذا قلت لك إنك تعيش حياة أكثر بذخا من حياة كسرى أنو شروان.. و إنك أكثر ترفا من امبراطور فارس و قيصر الرومان.و فرعون مصر.. ولكنها الحقيقة!!!

إن أقصى ما استطاع فرعون مصر أن يقتنيه من وسائل النقل كان عربة كارو يجرها حصان..
وأنت عندك عربة خاصة، وتستطيع أن تركب قطارا، وتحجز مقعدا في طائرة!


وإمبراطور فارس كان يضيء قصره بالشموع وقناديل الزيت.. وأنت تضيء بيتك بالكهرباء!
وقيصر الرومان كان يشرب من السقا.. ويحمل إليه الماء في القرب
وأنت تشرب مياها مرشحة من حنفيات ويجري إليك الماء في أنابيب!




والإمبراطور غليوم كان عنده أراجوز..
وأنت عندك تليفزيون يسليك بمليون أراجوز.



ولويس الرابع عشر كان عنده طباخ يقدم أفخر أصناف المطبخ الفرنسي..
وأنت تحت بيتك مطعم فرنسي، ومطعم صيني، ومطعم ألماني، ومطعم ياباني، ومحل محشي، ومحل كشري، ومسمط، ومصنع مخللات ومعلبات، ومربيات وحلويات!



ومراوح ريش النعام التي كان يروح بها العبيد على وجه الخليفة في قيظ الصيف ولهيب آب، عندك الآن مكانها مكيفات هواء تحول بيتك إلى جنة بلمسة سحرية لزر كهربائي!


أنت إمبراطور, وكل هؤلاء الأباطرة جرابيع وهلافيت بالنسبة لك..

ولكن يبدو أننا أباطرة غلب علينا الطمع .. ولهذا فنحن تعساء برغم النعم التي نمرح فيها

فمن عنده سياره لا يستمتع بها، و إنما ينظر في حسد لمن عنده سيارتان. ومن عنده سيارتان يبكي على حاله، لأن جاره يمتلك بيتا . ومن عنده بيت يكاد يموت من الحقد والغيرة لأن فلان لديه عقارات.. ومن عنده زوجة جميلة يتركها وينظر إلى زوجة جاره..


وفي النهاية يسرق بعضنا بعضا، ويقتل بعضنا بعضا حقدا وحسدا

ثم نلقي بقنبلة ذرية على كل هذا الرخاء.. و نشعل النار

في بيوتنا.. ثم نصرخ بأنه لا توجد عدالة اجتماعية.. و يحطم الطلبة الجامعات.. و يحطم العمال المصانع..و الحقد – و ليس العدالة – هو الدافع الحقيقي وراء كل الحروب

و مهما تحقق الرخاء للأفراد فسوف يقتل بعضهم بعضا، لأن كل واحد لن ينظر إلى ما في يده، و إنما إلى ما في يد غيره، و لن يتساوى الناس أبدا.

فإذا ارتفع راتبك ضعفين فسوف تنظر إلى من ارتفع أجره ثلاثة أضعاف، و سوف تثور و تحتج، و تنفق راتبك في شراء مسدسات

لقد أصبحنا أباطرة..

تقدمنا كمدينة و تأخرنا كحضارة.. ارتقى الإنسان في معيشته.. و تخلف في محبته..
أنت إمبراطور.. هذا صحيح.. و لكنك أتعس إمبراطور
 إلا من رحمه الله بالرضى
وعز من قال
(وقليل من عبادي الشكور)
 

العمارة اليمنية


رغم ان الكثيرين لا يعلم عنه الكثير الا انه طراز معماري فريد تميز بمفرداته وخصائصه الرائعة العمارة اليمنية تلك العمارة والحضارة التي تضرب بجذورها في التاريخ.

الطراز المعماري اليمني ينفرد عن غيره بطابع خاص ذي سمات فنية وتنوع هندسي فريد يغري ناظره بالتأمل طويلاً لمبانيه التي تشع منها مسحة جمالية توشي ثوبها خضرة مستديمة ، وتمثل اليمن نمطاً معمارياً متفردا في العالم القديم، ، وتتجلى هذه العمارة  في صنعاء القديمة، وصعدة، وشبام، وثلا وغيرها من المدن اليمنية الآهلة بالحضارة،وتعد مدينة صنعاء القديمة واحدة من اكبر مدن العالم القديم التي لا تزال قائمة وقد صنفت كإحدى اكثر عواصم العالم تميزا بطابعها المعماري الفريد الذي جعل منها درة من درر التراث الإنساني والعالمي.إذ تضم المدينة سلسلة مترابطة متلاصقة من المنازل والمعالم القديمة تقدر بـ14 ألف منزل أثاري قديم على مساحة تقدر بـ3700 مترا


مدينة صنعاء القديمة

مدينة شبام 

مدينة صعدة 

والناظر إلى المدينة أو الزائر لها يدرك من الوهلة الأولى، اللمسات الخاصة لإبداع فن العمارة ،التي تستشف ببساطة من تلك المقاييس الدقيقة، وذلك التناسق العجيب في الزوايا والمقاطع المختلفة التي يتألف منها البناء، إضافة إلى ذلك الاستعراض الممتع لشتى فنون الزخرفة الحجرية والطوبية والجبسية، التي حولت واجهات المباني والمنازل القديمة إلى تحف فنية شديدة الإتقان.



إن أهم ما ميّز عمارة اليمن القديم هو تعدد وتنوع موارد تقنيات البناء على امتداد الأرض اليمنية، فتوافر المواد الخام من أحجار وطين واختلاف المناخ والطبيعة الجغرافية والجيولوجية قد أدى إلى انتشار تقنيات مختلفة للبناء، ولتقنيات البناء طرق وأساليب عدة، تجتمع معاً في الكثير من الخصائص وتتباين بشكل محدود وفقاً لعامل التأثر الطبيعي « المكاني » من ناحية والنوعية الوظيفية للمنشأ أو المبنى وأنظمة التصميم المعماري من ناحية أخرى، وأهم تقنيات بناء جدران المباني:

1 ـ بناء الجدران بالحجارة غير المشذبة ودون استخدام مونة ربط.

2 ـ بناء الجدران المزدوجة بالحجارة غير المشذبة ودون استخدام مونة ربط.

3 ـ بناء الجدران المزدوجة بالحجارة المشذبة المرتدة ودون استخدام مونة ربط.

4 ـ بناء الجدران المزدوجة بالحجارة المصقولة ودون استخدام مونة ربط.

5 ـ بناء الجدران المزدوجة بالحجارة المصقولة وربطها بحجارة منحوتة كهيئة الأسفين أو باستخدام مونة ربط.

6 ـ بناء الجدران بالحجارة غير المشذبة باستخدام مونة ربط.

7 ـ بناء الجدران بقوالب الطين المجفف بالشمس « الّلبن » باستخدام مونة ربط.

8 ـ بناء الجدران باستخدام هياكل خشبية تُملأ بالطوب الطيني وملاط الطين.





اهم مفردات العمارة اليمنية :
المباني الطينية :

تميزت العمارة اليمنية القديمة باعتمادها على الطين كمادة أساسية في البناء والتشييد ولم يكن ذلك اعتباطا ولكن لاسباب لها مدلولاتها في تأكيد خبرة ومهارة وتفرد البناءون اليمنيون القدامى ، إذ ان الطين أساساً ناتج عن تحلل الصخور النارية، وهو لذلك مركَّب من دقائق صغيرة متبلورة من سيلكا الألومونيوم، ومن خواصَه الطبيعية اللزوجة عند إضافة الماء إليه، أما لون الطين فيعتمد على المركبات المعدنية المكونة له ؛ ولذا نراه يتدرج من الأبيض الفاتح إلى البني الغامق، ويبلغ وزن الطين ما بين 1400 إلى 1800 جرام في المتر المربع حسب درجة التماسك .كما يعد الطين من أفضل المواد العازلة للحرارة ويتكون النقي منه أو ما يطلق عليه "الصلصال" من حوالي 46.5 بالمائة من سيلكا الألومونيوم ( ثاني أكسيد السيلكون )، و 39.5 بالمائة من ثلاثي أكسيد الألومونيوم، بالإضافة إلى حوالي 14 بالمائة من الماء، فهو تشكيل معقد من السيلكون والألومونيوم والهيدروجين.





و يظهر استخدام الطين في الكثير من المدن اليمنية لاسيما في صعده و مأرب وحضرموت وشبوه والمهره والبعض منها لا يزال موجودا في صنعاء التاريخية وحول محيطها مثل الروضة - سنع وقد تميزت مدينة شبام حضرموت بوجود ناطحات السحاب الطينية ، وهو أسلوب بناء قلما يتكرر وأدرج ضمن قائمة منظمة اليونسكو للتراث العالمي بعد أن قادت اليونسكو حملة دولية لصيانة مدينة شبام عبر قرار اتخذته بهذا الخصوص عام 1980م.ومن أهم تقنيات البناء اليمني القديم نشأة وتطور البناء البرجي باعتماد القطب - Core -  كتقنية أساسية في تقنيات البناء، والتركيب للمباني البرجية العالية « متعددة الطوابق » وهناك العديد من القصور ترتفع إلى سبعة أدوار ويصل ارتفاع كل دور منها إلى ثلاثة أمتار تقريباً كما في القصر الملكي في شبوة، وفي مستوطنة ريبون، وقصر غمدان، ويعود أقدمها إلى القرن الثامن قبل الميلاد، وتشكل نماذج لهذه التقنية اليمنية القديمة التي تتمثل الآن في ناطحات السحاب الحديثة، ويرجح أنها أخذت عن العمارة اليمنية القديمة بطرز عمارتها البرجية  .
 
505527_Great Preimum Speakers for All Applications At Klipsch.com!  Click Here!
القمرية :

 وظهرت كأحد العناصر الوظيفية والجمالية في العمارة اليمنية في وقت مبكر على هيئة قرص دائري أو نصف دائري شفاف من حجر الالباستر بسمك 1سم . بينما كان المرمر يستخدم حتى العقد الثالث من هذا القرن حينما بدأ يظهر الزجاج في مدينة صنعاء في القمريات الجصية التي طعمت في بداية الأمر بالزجاج الأبيض ثم بالزجاج الملون وأصبحت لوحات فنية غاية في الإبداع والجمال لا يكاد يخلو منها مبنى في العاصمة صنعاء سواء أكان المبنى قديما أم حديثا .



لقد رافق تطور القمرية ظهور القمرية المزدوجة التي هي عبارة عن قمريتين منفصلتين بينهما مسافة من 16 إلى 20 سم إحداهما مطعمة بالزجاج وتكون من الداخل والثانية بدون زجاج وتكون من الخارج وقد بدأ الآن استخدام الزجاج للقمريتين الداخلية والخارجية معاوالوظيفة الأساسية للقمرية هو إدخال الضوء الطبيعي إلى داخل الغرف وإضفاء مسحة جمالية على المبنى من الداخل والخارج .


الشاقوص :
يمكن أن يطلق على الشاقوص اسم المكيف الطبيعي لأنه يقوم بهذا الدور على أكمل وجه وهو عبارة عن فتحة طويلة في أعلى جدران الغرفة وعلى مستوى القمرية وبأبعاد 20*50 سم تقريبا تفتح في الصيف ووظيفتها تجديد هواء الغرفة والسماح بمرور تيار نسيمي فيها.

الشاقوص هي تلك الفتحات الصغيرة التي توجد على جانبي القمرية 




المشربيات الخشبية:

وهي على شكل نسيج خشبي بأشكال زخرفية جملية ومتعددة الألوان تثبت على النوافذ الخارجية للمبنى فتضفي عليه مسحة جمالية مميزة وتحجب الرؤية عن المارة في الخارج وتيسرها للإحراج لمن في الداخل وتجدد هواء الغرف ثم تبرد مياه الشرب في الأواني الفخارية أو الجلدية التي توضع فيها و منها كذلك الشباك الخارجي المبني من مادة الياجور - الطوب اللبن والتبن المحروق في الافران التقليدية والمطلية بطبقة كثيفة من الجير الابيض -  ومن هنا جاءت تسميتها بهذا الاسم أو ما يعرف باللهجة المصرية المشربيةيشيع وجودها في صنعاء بكثرة وفي المدن الساحلية وشبام وحضرموت مع وجود لها والمدن الأخرى في اليمن



اشكال متعددة للمشربيات الخشب في اليمن 

النوافذ الكاذبة :
الانسجام والتناغم بين مستويات المبنى الرأسية أو الأفقية، إحدى مميزات العمارة اليمنية والتي توجد في الفتحات الجانبية للنوافذ والشبابيك. والنوافذ الكاذبة أسلوب اتخذ منذ القدم لمعالجة المسطحات في واجهات المباني والتي تظهر على شكل نافذة حقيقية بينما هي مجرد إطار كامل لنافذة مغلقة بالحجر أو الياجور ، تتخللها فتحة أو أكثر.  ويتفاوت منسوبها مع بقية المناسيب ليعطي إيحاء بوجود نافذة وتسمى نافذة ميتة أو كاذبة .
المدل ( مبرد الماء )  :
 لا تكاد ترى مسكنا في مدينة صنعاء القديمة يخلو من المدل الذي هو عبارة عن بروز على واجهة المبنى مرتكز على كتفين من الأخشاب أو الحجر يوضع عليهما مربوع خشبي يبنى عليه بالحجر أو الياجور بشكل فني يظهر من الخارج بشكل مشربية خلفه فراغ يعلق في الجزء العلوي منه لوح خشبي تتدلى منه سنانير تعلق عليها أواني الماء  . وكون المدل المصنوع من الفخار يوضع عادة في الاتجاه الشمالي ( القبلي ) من المبنى أو المنزل المتميز بالبرودة فإن المياه الموضوعة في تلك الأواني تبرد بشكل سريع ودرجت العادات والتقاليد ( الصنعانية ) على أن يكون الماء مبخرا لإضفاء نكهة عليه يتحسسه كل من يتذوقه وهو أحد الطقوس المكملة لجلسات القات .

 السنانير التي تعلق عليها  اواني الماء 

زخرفة الواجهات :
الأشكال الزخرفية المتعددة التي تتردد في واجهة كل بيت تجعل العمارة اليمنية متميزة .فالحزام اليمني بخطوطه المتكسرة الذي يختتم كل بيت والقمرية الزجاجية الملونة التي تعلو كل نافذة يكاد لايخلو منها أي بيت يمني :كأنما هما لازمتان موسيقيتان تتردان بعد كل جملة موسيقية بإيقاعات خلابة دونما رتابة تستدعي السأم والملل. فالبنايات العريقة وناطحات السحاب كانت بوابتها المصنوعة من الخشب عبارة عن تحفة فنية ذات أيقونات مخروشة موزعة بإحكام بعضها يتخذ الوردة تارة ، ثم وردة ومربع معا ؛كأنها نوته موسيقية بعلامات حجرية تتحول الورود والدوائر والمربعات والأقواس إلى بستان. أما البيوت الفخمة فإن واجهاتها تستقي من فنون العمارة الإسلامية مما يثير الدهشة ويدعو إلى الإعجاب .


المفرج:
وظيفته استقبال الضيوف ويخصص للمناسبات الاجتماعية والجلسات الفنية ويتحول في كثير من المناسبات إلى منتديات فكرية وسياسية وهو عبارة عن غرفة في الأدوار العليا من المباني اليمنية تطل على أجمل المناظر المحيطة بالمسكن من البساتين وتتوزع على سقفه الزخارف والنقوش الجصية ذات الأشكال الدائرية ( المعاشر) والرفوف (الأصفف) المستطيلة بين جدرانه الأربعة وتضفي الأواني النحاسية الموضوعة عليه لمسة جمالية تبعث في النفس البهجة والانشراح. وتتسع نوافذه بحيث يستطيع القاعد مشاهدة المناظر المحيطة به دون تعب، وتزين تلك النوافذ بالقمريات الجملية بأشكالها الهندسية والنباتية خاصة عندما تنعكس أشعة الشمس من خلال القمرية وتتحول إلى ألوان قوس قزح.ويلعب المفرج الذي اتخذ تسميته من التفرج دورا مهما في حياة المجتمع اليمني ففيه تعقد الجلسات الفنية والأدبية والاجتماعية الخاصة برب البيت وكل المقربين إليه. 


 تهوية المطابخ  :
المطبخ اليمني التقليدي جاء ليلبي احتياجات الفرد بأساليب محلية ومتميزة فقد وضعت فتحات على أشكال قبو فوق مواضع الطبخ بالإضافة إلى فتحات أخرى على الجدران الجانبية وبمجموع تلك الفتحات يتحقق الغرض في طرد الدخان وأبخرة الطبخ وتجديد الهواء ولم تخل واجهات المطابخ من إبداعات لمعالجات مواضع الفتحات على واجهات المطابخ بشكل يحقق الوظيفة والجمال التلقائي الذي يبدو واضحا للعيان من الواجهة الخارجية للمبنى .



لقد اجمتعت هذه العناصر والمميزات جميعا لتنتج عمارة مميزة وعريقة متاثرة بجذورها التاريخية ولكن مع التطور العمراني وتطور تكنولوجيا البناء والتوسع العمراني والزيادة السكانية بدأت العمارة الحديثة تاخذ طريقها في الانتشار داخل اليمن ونجد أن العمارة الحديثة في اليمن اتجهت اتجاهين مختلفين في تكوينها وهيئتها (الطابع المعماري) من حيث الشكل والوظيفة للأبنية وأيضا من حيث استخدام مواد البناء الحديثة، ويمكن تلخيصهما على النحو التالي:


- عمارة حديثة تختلف جذريا عن العمارة التقليدية والتراث الفني المعماري في اليمن ومن كل النواحي المختلفة سواء الشكل أو الوظيفة والاقتباس الكلي أو الجزئي لكل ما هو مستورد من العمارة الخرسانية.
- العمارة الحديثة التي تعتبر امتداد وتطوير للعمارة التقليدية ولكن بطراز حديث ونمط متطور وكذلك بمواد بناء حديثة ومتطورة مع الحفاظ على التراث المتميز والفن المعماري اليمني العربي والإسلامي. وإنشاء عمارة حديثة تتناسب مع التغيرات التي طرأت على المجتمع وتتلاءم مع البيئة المحلية والعادات والتقاليد.

ومع كل هذا يجب التعامل مع هذا التطور والتوسع العمراني على أساس التكامل والانسجام التام بين الطبيعة المحلية والنهضة العمرانية الحديثة، وعدم الانجراف إلى التقليد والنسخ من عمارة مستوردة ذات طابع معماري يختلف عن بيئتنا المحلية، حيث نجد أن بناء الإنشاءات الخراسانية في البلدان الحارة لا يعالج تأثير الطقس الحار على الخرسانة ولا يدرس ما تفقده من مميزات أساسية مثل: القوة، المقاومة، ومميزات أخرى من مميزاتها. 


ونترككم مع رحلة ممتعه لليمن الجميل

504091_Pattern Body Wash Natural 234x60


 المراجع
  •   الدكتور/محمد حمود أحمد الكبسي
  •  الدكتور / احمد ابراهيم حنشور .
  •  منتدى ابو شمس
  •  مدونة ابن سبأ .

مركز التجارة العالمي في البحرين .


يقع مركز البحرين التجاري العالمي على الواجهة البحرية الشمالية لمدينة المنامة، في قلب منطقة المال والأعمال،  لقد صُمم مركز البحرين التجاري العالمي ليكون مركزاً متطوراً لا نظير له في المنامة.




وقد قدم مركز البحرين التجاري العالمي للمؤسسات الإقليمية الدولية عنوانا جديدا مرموقا للأعمال، والمباني متطورة من حيث التصميم والتشغيل، وأول مكاتب ذكية في المملكة إذ تطبق فيها أنظمة (ذكية) قادرة على توفير حلول أمنية لا تضاهى، إلى جانب ميزات تنافسية كبرى وكفاءة عالية في إدارة المكاتب.
وهو من تصمميم شركة اتكنز Atkins وهي شركة معمارية متعددة الجنسيات. وهي تصنف ثاني أعلى أبنية بالبحرين من بعد أبراج ميناء البحرين التجاري وقد تلقى المشروع العديد من الجوائز العالمية منها :
1- جائزة LEAF لافضل تطبيق تكنلوجي على مستويات معمارية كبيرة.
2- جائزة التصميم المستدام في البناء في العالم العربي.
تصميم البرج : 
يتموضع البرجين على قاعدة مكونة من ثلاث ادوار والتي تحوي منتجع ترفيهي ومطاعم ومراكز تسوق راقي هو مودا مول  ومواقف للسيارات كما يتكون من 34 دور مكاتب ويوجد برج مراقبة بالدور 42  وبه فندق شيراتون المصنف في فئة الخمسة نجوم واجمالي عدد الطوابق للبرجين هو 50 طابق . 

  ياتي تميز تصميم هذا المبنى العملاق من كونه يستخدم التّقنية الخضراء أو الأبنية المُستدامة كأوَّل ناطحة سحاب في العالم، تُزوَّد جُزئيًا بطاقة الرِّياحِ التي تُنتجها ذاتيًا. صمَّمهُ المهندس المعماري SHAUN KILLA.وذلك عن طريق توربيانات تقوم  بتوليد ما يتراوح بين 11 - 15% من الطاقة الكهربائية التي يحتاج إليها مركز البحرين التجاري العالمي، وبذلك تقضي على نحو 000, 55 كيلو جرام مكعب من الانبعاثات الكربونية الضارة حيث ان كلا البرجين موصلين بثلاثة جسور معلقة, في كل جسرٍ منهم عنفة ريحية عملاقة وظيفتها أن تغطي جزء كبير من استهلاك البرجان من الطاقة الكهربائية عن طريق سرعة الرياح التي تدير المروحة وبدورها تولد الكهرباء، وتعتبر هذه الحركة الأولى من نوعها على مستوى العالم. ويعتبر البرجان التوأمان من اطول المباني في وسط المنامة . فكرة المبنى العامة، وضع توربينات الرِّيح على جسور بين البُرجين الواحدة فوق الأخرى. فشفرات التوربينات تلتقط طاقة الهواء وتُرحّلها إلى مولِّدٍ يُحوِّلها إلى كهرباء .  








  عنفات البرجين :
طول الشَّفرة الواحدة (13م)، تدور (38)دورةً في الدَّقيقة، ويبلغ قطر الشَّفرات (29.20(cm والمسافة بين طرف الشَّفرة وجدار البرج تبلغ (3.80cm ) تتألف كل شفرةٍ من خمسين طبقةً من الفيبر جلاس، يلتصق بعضها ببعض حول تعزيزاتٍ بخشبٍ متين. ومصنوعٌ بشكلٍ يُتيح التقاط الرِّيح. 




تم تركيب التوربينات الثلاث البالغ استطاعة كل منها 225 كيلو واط والتي تشكل اجمالي اسطاعة 675 كيلو واط. حيث تم تركيبها بمحاذاة الشمال "الجهة التي تهب منها الريح القادمة من الخليج الفارسي" ووضعت في وضع التشغيل التلقائي مما يعني أنها قد بدأت بتزويد برجي المركز بالطاقة الكهربائية.





من التَّحديات التي واجهها المبنى أنَّ سرعة الرِّياحِ تتزايد مع الإرتفاع فإنَّ التُّوربينة الأعلى تدور بسرعة أكبر وتولِّد طاقة أكثر. ويُشترط أن تدور التوربينات بنفسِ السُّرعة، وإلَّا فإنَّ التُّوربينة العليا ستتلف بسرعة. كذلك، من المعروف، أنَّ الشَّفرات تحتاج كي تدور، إلى رياحٍ تأتيها مباشرةً دون أن يعترضها شيء. لذا تُركَّب على محاورٍ عمودية، لتستدير وتواجه رياحًا من مختلف الاتجهات. ولكن توربينات المبنى على محور أفقي ثابتة في مكانها ولا تستدير نحو الرِّياحِ المُتغيَّرةالحل يكمن في شكل المبنى، صُمِّمَ البرجين على شكلِ قمعٍ ليستقبل الرِّيح ويُسرِّعها، فالبرج يشبه شراعين طويلين، يُشبها جناح الطَّائرة. شكل البرجين المُستدِّق الطَّرف، يوجها الرِّياح نحو الشَّفرات، ممَّا سيتيح مرور كميَّة أكبر من الرِّيح إلى التُّوربينة الأسفل، وريح أقل في التُّوربينة الأعلى، لذا ستدور التُّوربينات بنفسِ السُّرعة ويكون النَّاتج نفس الطَّاقة
المسافة أسفل البرجين بين جهةٍ وأخرى تبلغ (126مترًا). والرِّياح التي تضرب المبنى توجَّهُ إلى هوةٍ بعرضِ (33مترًا). وارتفاعُ البرج الكُلِّي (240متر).
الجسور : 



تم تصميم الجسور التي تمتد 31.7m بناء الذي يحمل التوربينة وزنها (11طنًّا) وعلى الجسر الصمود وامتصاص الاهتزازات الناجمة عن الرياح والاهتزازات الناجمة عن التشغيل على حد سواء ، وكذلك تحمل وزن  التوربينات. في حالة الجمود وقد جرى تحليلها من قبل المصمم لتقدير التردد الطبيعي للجسر ، وضمان أنها لا تتعارض مع تواتر اهتزازات مثيرة في حد ذاتها و دمج التوربينة بالجسر يُمكن أن يولِّد كارثة إنَّها ظاهرة تُعرف (بالرَّنين)، فالرِّياح ستحرِّك الشَّفرات لكنَّها أيضًا ستسبّ ارتجاج الجسر ومع الوقت وتساوي قوة ارتجاج الجسر والتوربينة فإنَّ الجسر قد يُصبح عاجزًا عن تحمِّل القوَّة. والحل أن يُبنى الجسر بشكلٍ أكثر صلابة ممَّا يجعلهُ يرتج أسرع من التُّوربينة فيزول خطر الرَّنين. من المشاكل الأخرى هو أنَّهُ في حالة غيَّرت الرِّياح اتجاهها أو عصفت فجأةً، فاحتمال انحراف الشَّفرات وضربها للجسر كبيرة. فكان الحل هو شد جانبا الطرفين الأمامين للجسر نحو الخلف لصنع ما يشبه الرَّقم (7)، فأصبحت المسافة (1.70cm )  بين الشَّفرات والجسريزن كلُّ جسرٍ (38طنًّا). ارتفاع الجسر الثَّالث (133مترًا). كلُّ جسرٍ مُثبَّت من أحد طرفيه بالبراغي، أمَّا الطَّرف الآخر، فموضوعٌ على بكراتٍ من الفولاذ الصُّلب، تسمح بتحرك البرجين مسافة نصف متر. وجميع الجسور مصنوعة على شكلٍ هوائي دينامي كجناحي الطَّائرة.



الاستجابة البيئية للمبنى :
تم تصميم هذا المبنى ليكون منسجما مع البييئة التي تحيطه ومقلل من نسب الانبعاث الكربوني في الجو وذلك من خلال عدد من الحلول التي تم استخدامها في تصميم البرجين :
1-  لمحاربة شمسِ الجزيرةِ العربية الحارقة، يُخفِّفُ زُجاجٌ مزدوجٌ وملوَّنٌ (85%) من الحرارةِ التي يمتصُّها المركز
2-    أنظمةِ التكييفِ الفعَّالة ستُخفِّفُ من كُلفةِ تبريدِ المبنى العاليةِ في الحرِّ الشَّديد
3-  الإنارةُ الفلورية، في كلِّ طابقٍ، ستحدُّ أكثر من استهلاكِ الطَّاقة. إذًا، يُفترضُ بهذا المبنى، أن يستهلكَ نصفَ الطَّاقة المُستهلكةِ في ناطحاتِ سحابٍ أُخرى.






4-  المسافات الفاصلة بين البيئة الخارجية والمساحات مكيفة الهواء كبيرة وذلك  للحد  من تسرب درجات الحرارة والاشعة الشمسية الى داخل المبنى .
5-    تم عزل الاسطح بطبقات عميقة من الحصى لتوفير قد اكبر من العزل الحراري لسطوح المبنى  .
6-    عمل مسطحات كبيرة من كاسرات السمش لتوفير مساحات تظليل اكبر على المسطح الخارجي للبرجين . 



7-  نظم الصرف المزدوج الذي يفصل المياه الملوثة والنفايات ، ويسمح  بإعادة تدوير المياه المستخلصة  في وقت لاحق.
8-    استخدام التشجير بصورة   واسعة النطاق للحد من انبعاث C02 وتوفير التظليل على لمواقف السيارات .



9-    استخدام الشرفات لتوفير مساحات تظليل على الاسطح الزجاجية .
10- تم استخدام الطاقة الشمسية في تشغيل الطرق واضاءة الطرق المحيطة بالبرجين لتوفير الطاقة الكهربية .
اترككم مع تقرير مصور عن هذه التحفة المعمارية :


397035_Shop Hot & Cheap Cell Phones With Free Shipping 234*60 Banner

 المراجع  : 
- موسوعة WikiArquitectura . 
- موقع ameinfo .
- مجموعة kawn . 
- موقع e-architect .
- مدونة م. محمود قحطان . 

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Blogger Templates | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة